تتسبّب في أمراض السمع والقلب وتشتّت التركيز
مسح مستويات الضوضاء لـ 100 موقع في أبوظبي
تعتزم هيئة البيئة في أبوظبي إجراء مسح شامل لمستويات الضوضاء في 100 موقع في إمارة أبوظبي مطلع العام المقبل.
ويهدف المسح، وفقاً لمدير قطاع السياسات العامة في الهيئة، الدكتور جابر الجابري، إلى وضع مخطط شامل لآلية التحكم والمراقبة في مصادر الضوضاء من خلال خطوات ومراحل متسلسلة.
ويعرّف المدير الإقليمي في المعهد النرويجي لأبحاث الهواء في أبوظبي، الدكتور ناصر الطيبي، التلوث الضوضائي بأنه «درجة الصوت غير المرغوب فيه، أو مجموعة الأصوات الناشزة والمرتفعة عن المعدل الطبيعي».
وأكد أن «الضوضاء الشديدة تتسبّب في أمراض السمع والقلب والضغط، في حال تجاوزت قوة الصوت عتبة التحمل لثماني ساعات مستمرة».
وكشف الجابري لـ «الإمارات اليوم» عن عزم الهيئة إدخال الموانع الهندسية لاحتواء الضوضاء، وفرض آليات فعّالة أخرى للتحكم في القطاعات المختلفة، مضيفا أنه «سيتم إجراء دراسة عن مستويات الضوضاء المتوقعة، بحسب رؤية أبوظبي 2030 من خلال وضع سيناريو النمو المضطرد للسكان والصناعات والإنشاءات وتوزيعها وفقاً لخطة مجلس التخطيط العمراني».
وتوقّع الانتهاء من تلك الفعاليات نهاية عام 2009 لافتا إلى أن «ذلك سيتيح وضع الخطط المستقبلية المناسبة للتحكم في مستويات الضوضاء، والتقليل منها، من خلال مبادرات عدة، قد تتضمن تعديل المستويات المسموح بها من المصادر بحسب نوعيتها».
وأوضح الجابري انه «سيتم في المرحلة الأولى جمع المعلومات من دراسات تقويم الأثر البيئي، وتقارير المتابعة الميدانية التي تطلبها الهيئة، من خلال آلية الترخيص البيئي لجميع المشروعات التطويرية والمنشآت الصناعية، وتحليلها، لتحديد الفجوات وتقويم دقة وجودة المعلومات، فضلا عن إعطاء صورة أولية عن التوزيع الضوضائي في الإمارة».
وأضاف: «سيتبع ذلك الشروع في إجراء مسح في مناطق مختارة تصل إلى 100 موقع موزّعة في مناطق الفجوات التي تم تحديدها في المرحلة الأولية، حسب توزيع مصادر الضوضاء».
وأشار الى استخدام الأجهزة الموزّعة في شبكـة مراقبـة نوعيـة الهـواء في 10 مواقـع، إضافـة إلى محطتين متحركتين، وأخـرى محمولة باليد لتسهيل عملية التنقل والمراقبة.
وتابع: «سيتم إدخال المعلومات الميدانية في نظام نمذجة رياضية مزوّد بمعلومات إضافية عن نوعية وتوزيع المصادر، مثل حركة السيارات ومواقع الإنشاءات والتركيز السكاني ليتسنى إنتاج الخريطة الكنتورية للواقع الحالي، وتحديد المناطق الصاخبة والمناطق الهادئة، تمهيداً لوضع برامج حماية (للمناطق الهادئة) وإدارة (للمناطق الصاخبة) بالتنسيق مع الجهات المعنية. ومنها مجلس التخطيط العمراني، ودائرة النقل، ودائرة الشؤون البلدية، وغيرها».
وحذّر الطيبي من الآثار الناجمة عن الضوضاء، لافتا الى تأثيرها السلبي في صحة الإنسان «إذ إنها تسبب خللاً في الجهاز السمعي، وتسهل الإصابة بأمراض الضغط العالي والقرحة وأمراض القلب والتغيير في السلوك، كما أن لها تأثيرا سلبيا واضحا في مستوى إنتاجية الفرد في العمل».
وذكر أن «دراسة سريعة لمستوى الضوضاء أُجريت في داخل مدينة أبوظبي ومنطقة المصفح الصناعية في 30 موقعا، تم خلالها تدوين القراءات في كل موقع لتكوين نظرة شاملة عن مستوى الضوضاء وأماكنها في الامارة».
وأكد أن «مستويات القراءات تفاوتت بين منخفضة ومتوسطة وعالية حسب نشاط كل منطقة، خصوصا الصناعية، ووسط المدينة ذات الكثافة المرورية والسكانية».
وأضاف أن «أعلى قراءة سجلت، حسب قياس متوسط شدة الضوضاء في المسح الميـداني السريـع، كانت في تقاطـع شـارع السـلام مـع شـارع هـزاع بن سلطان، فيما سجلت أقل قراءة قرب حديقة الخالدية العامة».
درجات
أفاد المدير الإقليمي في المعهد النرويجي لأبحاث الهواء في أبوظبي، الدكتور ناصر الطيبي، بأن «الضوضاء تؤدي الى تشتّت التركيز لدى الشخص الذي يتعرض لها».
ويقاس الصوت الناتج عنها بمقياس «الديسبل» الذي يرمز له بالرمز db، مشيرا الى ان الصوت الناتج عن المحادثة العادية بين الاشخاص تكون درجته في الحالة الطبيعية 40 db.
أما درجة الصوت في شارع مزدحم، أو عند سماع صوت ناتج عن عزف فرقة الاوركسترا الموسيقيـة فتقدر بنحو 70 db، بينما استخدام الثاقب الكهربائي يصدر درجــة صوت بنحو 110 db.
الامارات اليوم